منتدى صحوة الأزهر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى صحوة الأزهر


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صفحة من تاريخ الأزهر ( الأزهريون و التدريبات العسكرية )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن رشد المصرى007




المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 30/11/2007

صفحة من تاريخ الأزهر ( الأزهريون و التدريبات العسكرية ) Empty
مُساهمةموضوع: صفحة من تاريخ الأزهر ( الأزهريون و التدريبات العسكرية )   صفحة من تاريخ الأزهر ( الأزهريون و التدريبات العسكرية ) Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 03, 2007 4:42 am

الأزهريون والتدريبات العسكرية




حديث لفضيلة الأستاذ الأكبر الإمام محمد الخضر حسين.




نشر بمجلة الأزهر الجزء التاسع المجلد 24 في غرة رمضان 1372-الموافق 14 مايو 1953




قالت المجلة:




زخرت إدارة المعاهد الدينية بجماهير حاشدة، من العلماء، والطلاب، الأزهريين، وقد قابلوا فضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر، وذكروا لفضيلته رغبتهم في الانضمام إلى التدريبات العسكرية؛ التي تنظم في هذه الأيام طوائف الأمة على بكرة أبيها، وقالوا: إنه يجمل بهم أن يكونوا في مقدمة تلك الطوائف، مرانا على حمل السلاح، للجهاد في سبيل الدفاع عن الوطن، وقد استمع فضيلة الأستاذ الأكبر لرغباتهم، ثم ذكر أن ما يرغبون فيه واجب مقدس، في سبيل الوطن، وعليهم أن لا يدخروا جهدا في سبيل الانضمام إلى معسكرات التدريب، وان يكسبوا من المران على حمل السلاح وغيره من أدوات الجهاد ما يكفيهم في ميدان الدفاع عن الوطن.




وقد رأى مندوب الأهرام أن يرجع إلى فضيلته؛ ليقف على رأي الإسلام في هذه التدريبات العسكرية، فقال فضيلته:




الدفاع عن الوطن ركن من أركان الإسلام، وفريضة من فرائض عباداته. وإن الاستعداد له؛ والتمرن على حمل السلاح؛ وحسن استعماله للقيام بذلك عند الحاجة معدود من لوازم هذه الفريضة، والعلماء مطالبون بالعمل به كغيرهم من سائر المسلمين،بل قبل غيرهم من إخوانهم أفراد الأمة، ولذلك كان علماء الصحابة أسبق الناس إلى ساحات الجهاد، وأولهم استعدادا له، ومبادرة لإجابة دعوة الداعي إليه.




ولما استحر القتال باليمامة وغيرها أيام فتنة الردة كان علماء الصحابة وحملة كتاب الله في طليعة المجاهدين والشهداء.




ولذلك بادر الصحابة إلى جمع القرآن وكتابته لئلا يضيع شيء منه مع حفاظه من علماء الصحابة؛ الذين كانوا أسرع من غيرهم إلى نيل مقام الشهادة في سبيل الله.




وما من حرب نشبت في صدر الإسلام إلا كان علماء الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان في طليعة المجاهدين، وأسماؤهم في السطور الأولى من قائمة الشهداء، ومواقفهم في ساحات القتال وعلى الحدود وفي الثغور معلومة مشهورة.




ولما فتح المسلمون صقلية سنة 212هـ كان قائد أسطولها والرئيس الأعلى لجيوش الفتح البرية والبحرية إماما من أئمة الفقه، وقاضيا من قضاة الشرع، هو الإمام أسد بن الفرات، تلميذ الإمام مالك بن أنس ، والإمام محمد الحسن صاحب أبي حنيفة، وطبقتهما، فهو الفاتح الأول لهذه الجزيرة الإيطالية؛ المنيعة، التي نعمت بسببه بالحكم الإسلامي الرحيم زمنا طويلا، فكان فاتحها الفقيه الإمام الكبير من أبرع حملة السلاح بيمينه؛ التي اشتهرت قبل ذلك بتدوين أحكام الشرع، وبتبيين آداب الإسلام وسننه الرفيعة.




واستشهد أبو الربيع الكلاعي في واقعة أثيجة بالأندلس، وهو يتقدم الصفوف، وينادي بالجند "عن الجنة تفرون؟" حتى قتل صابرا، وكان حافظا للحديث، مبرزا في نقده.




وقال ابن خلدون في مقدمته:" ربما كانوا يجعلون للقاضي قيادة الجهاد في عساكر الطوائف، وكان القاضي يحيي بن أكثم يخرج أيام المأمون بالطائفة على أرض الروم، وكذا منذر بن سعيد، قاضي عبد الرحمن الناصر من بني أمية بالأندلس.




هكذا كانت حال علماء الإسلام في كل عصر ومصر , وعندما حشد صلاح الدين الأيوبي الجيوش الإسلامية سنة 583 هجرية لقمع الصليبيين وإجلائهم عن فلسطين كان في جحافله عدد لا يحصى من العلماء والفقهاء والصالحين , نذكر منهم الإمام موفق الدين عبد الله بن قدامة المقدسي مؤلف أجود الكتب وأشهرها في الفقه الحنبلي , وأخاه الأكبر الشيخ أبا عمر مؤسس المدرسة العمرية الشهيرة في سفح جبل قايسون بدمشق , وكانت لهما ولتلاميذهما في معسكر صلاح الدين خيام تنتقل مع الجيش من معركة إلى معركة , ومن نصر إلى نصر , حتى ختم الله ذلك الجهاد بموقعة حطين الفاصلة , التي انتهت بإخراج جميع الأوربيين




من فلسطين .




ولما عظم البغي من وثنيي التتار , وزحفت جيوشهم على الشرق العربي كان الإمام تقي الدين بن تيمية هو معلن النفير بالجهاد العام ,وهو الذي قدم من الشام إلى مصر لاستنفار حكومتها , وشعبها , وجيشها , للاشتراك في الدفاع , وكان ابن تيمية في تلك الحرب أول شاهر للسيف , مقاتل به , على ما هو معروف من سيرته .




فكان بذلك من أعلام المجاهدين بالسيف , كما كان من أعلام المجاهدين بدروسه ومؤلفاته .




إن جهاد علماء المسلمين في كل كتيبة خاضت غمرات الحرب إستمر من صدر الإسلام في كل عصوره , حتى في العصور المتأخرة , إشتهر جهاد الإمامين الشهيدين ,السيد أحمد بن عرفان – من تلاميذ الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي – وصنوه الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي , فقد قاما في الهند على رأس جيش من المسلمين , في الدفاع عن حياة الأمة ببسالة منقطعة النظير إلى أن نالا مقام الشهادة في سبيل ذلك , وهما من العلماء الأعلام , في النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري , فكان جهادهم امتدادا لما سبقهم إليه أئمة الإسلام , وعلماؤه من أقدم عصوره , وكانوا في ذلك المثل الأعلى لجهود المسلمين في التضحية والجهاد , وحفظا للأوطان , وإرضاء للرحمن .




وعلى غرار هؤلاء الأسلاف يسير العلماء وطلبة العلم الإسلامي في مصر وغيرها , كلما دعاهم داعي الجهاد ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا




نقلا عن موقع جبهة علماء الأزهر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صفحة من تاريخ الأزهر ( الأزهريون و التدريبات العسكرية )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى صحوة الأزهر :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: منتدى الأزهر و شئونه-
انتقل الى: